JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

كيف أرى الحياة جميلة رغم الإعاقة الجسدية؟



بقلم أ. عائشة طه باشا


قد يظن البعض أن الإعاقة الجسدية تُقلل من قيمة الحياة، أو تُطفئ نور الأمل، ولكن الحقيقة التي أدركتها أن الجمال لا يُقاس بالقدرة الجسدية، بل بنظرة القلب وروح الإنسان، أنا لا أعيش بنصف حياة، بل أعيش حياة كاملة مليئة بالمعنى، فقط لأنني اخترت أن أراها كذلك.

 

الإعاقة الجسدية بالنسبة لي ليست نهاية، بل بداية مختلفة، هي طريق غير مألوف، لكنها مليئة بالدروس والمفاجآت، ربما لا أستطيع أن أركض كغيري، لكنني أستطيع أن أطير بأفكاري، أن أكتب، أن أعبّر، أن أحب، وأن أحقق أهدافي بأسلوبي الخاص، لم تُقيدني الإعاقة، بل فتحت لي أبوابًا جديدة لرؤية الحياة بعمق أكثر.

 

تعلمت أن الجسد ليس كل شيء، الروح القوية، العزيمة الصلبة، والإرادة الحرة هي التي تصنع الفارق، كم من إنسان سليم الجسد، لكن قلبه ثقيل باليأس، وكم من شخص مثلي، يحمل الإعاقة لكن يعيش بحرية داخلية تفوق كل تصور.

 

أنا لا أطلب الشفقة، بل الاحترام، لا أحتاج نظرات حزن، بل مشاركة في الفرح، لست عاجزًا عن العيش، بل أعيش بأسلوب مختلف، وأستمتع بكل لحظة أحقق فيها إنجازًا جديدًا، مهما كان صغيرًا في عيون الآخرين، فهو عظيم في عيني.

 

أجمل ما في الحياة أنني تعلمت أن أقدّر التفاصيل البسيطة، أن أفرح بابتسامة صديق، بدفء الشمس، بصوت العصافير، بيد تمتد لمساعدتي دون أن أشعر بالضعف. تعلمت أن أكون ممتنًا، وهذا وحده سر السعادة.

 

في النهاية، الحياة ليست مثالية لأحد، وكل إنسان يحمل عبئه الخاص، لكننا نحن من نمنح حياتنا معناها، وأنا اخترت أن أراها جميلة، رغم الإعاقة، لأن الإعاقة قد تكون في الجسد، لكن الحياة تُرى من القلب.


الاسمبريد إلكترونيرسالة